نمـر بعـض الأحيـان بأوقـات عصيبـة، ولشـدتها يتعطـل لدينـا التفكيــر الصحيــح فنتخبــط ونهــذي بالــكلام لا نعلــم مــا نقــول ولا مـا نفعـل!
والأسـوأ أننا قد نتمنى لأنفسـنا السـوء كي ننجو من المشـكلة التــي نحــن فيهــا دون تفكيــر أو إدراك للعواقــب! فيوســف -عليـه السلام- حينمـا ضاقـت بـه السـبل وأغلقـت فـي وجهـه
الأبـواب قـال:
ِِِِِِِ ﴿َرّب الّســْجُن أََحــُّب إَلــَّي مَّمــا َيْدُعوَننــي إَلْيــه﴾ تمنــى لنفســه
الســوء كــي ينجــو مــن ســوء أعظــم!
فأعطــي ســؤاله، ولــو ســأل الله الخــلاص والفــرج دون تقييــد أو تحديــد لفرجــت لــه مــن حيــث لا يحتســب كمــا نصــره الله ســابقاً فــي افتــراء امــرأة العزيــز وأنطــق شــاهداً لنصرتــه،
﴿َوَشــِهَد َشــاِهٌد ِمــْن أَْهِلَهــا﴾ أتــاه الفــرج رغــم أنــه لــم يطلبــه! فقـط تـوكل علـى الله .. لأجـل هـذا نهانـا النبـي علـى الدعـاء علــى أنفســنا أو أولادنــا لعلهــا توافــق ســاعة اســتجابة، بــل حثتنــا النبــي صلى الله عليه وسلم بالســؤال، “إذا َســأَلتُم اللهَ فاْســأَلوه الِفــرَدوَس”
لا قيــود ولا شــروط أمــام رحمــة وكــرم الله.
وقــد سمعنا كثيــراً عــن أشــخاص فقــدوا صحتهــم وحياتهــم ووظائفهــم بســبب دعــاء الوالديــن ســاعة الاســتجابة، أو دعاؤهــم علــى نفســهم فــي لحظــة غضــب أو حــزن..