حينما كلف الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسـالة أمره بالنصح وذكــره أن مهمتــه التذكيــر وتبليــغ الدعــوة بالحكمــة والليــن، والقــول الحســن، والكلمــة الطيبــة، لتكــون حجــة لهــم يــوم
القيامــة..
عليـك يـا محمـد إقامـة الدليـل فقـط والتذكيـر بالإقنـاع وبالآيات وتنوع الطرق في الإرشـاد..
لـم يأمـره بإجبارهـم وإكراههـم علـى الديـن وهـو الديـن الحـق الصحيـح ولا جـدال فـي ذلـك..
فكيف الحال بالنصيحة بالإكراه؟ لماذا تكون النصيحة بالإجبار والإكراه والفضاضة؟
هـل نصيحتـك أعظـم مـن الديـن الـذي أمـر الله بـه نبيـه بالقـول اللين؟
لمــاذا ننصــب أنفســنا وكأننــا خزنــة النــار! كل مــن يخالــف نصيحتنــا فهــو كافــر لا يفقــه بالديــن!
المحجبــة لديهــا دليلهــا الشــرعي التــي هــي مقتنعــة بــه .. المنقبــة لديهــا دليلهــا الشــرعي أيضــاً..
أعظـم نصيحـة قـد يقدمهـا الإنسـان لغيـره أن يتـرك المسـلمين وشــأنهم ولا يتطفــل عليهــم ولا ينصــب نفســه قاضيــاً علــى
أفعالهــم ولا حتــى يدخــل بنواياهــم أو يجبرهــم علــى اتبــاع نصيحتــه..
ويتذكــر: ﴿َلْســَت َعَلْيِهــْم ِبُمَســْيِطٍر﴾ لــن تســيطر علــى أفــكار ومبـادئ وقناعـات النـاس ﴿اْدَفـْع ِباَّلِتـي ِهـَي أَْحَسـُن﴾ وباقـي الأمــور يتكفــل بهــا الله -عــز وجــل-.