من تمام الكمال أن يعترف المرء بمزايا الآخرين، فموسـى -عليه السـلام- نبي معروف بشـدته وقوته وحزمه،
والقرآن مليء بالمواقف التي تشير إلى ذلك…
رغـم هـذا هـو يعلـم أن أخيـه هـارون يمتلـك فصاحـة اللسـان وليـن القـول لذلـك طلـب مـن الله أن يرسـله معـه.
هذا الأمر لم ولن يشـكك بنبوة موسـى -عليه السلام- وهوكليم الله.
بــل إن هــذا الأمــر يؤكــد نبوتــه لأن مــن أعظــم مــا يتبعــه الأنبيـاء فـي تبليـغ الرسـالة حرصهـم علـى الرسـالة أكثـر مـن حرصهــم علــى إظهــار أنفســهم،
منهـج نبـوي جميـل أن تعطـي كل ذي حـق حقـه وتثنـى علـى مـن يسـتحق الثنـاء..
أن تذكــر مزايــا الآخريــن بطيــب نفــس وتذكرهــم بهــا، إذا رأيـت ميـزة عنـد أحـد قـد خصـه الله بهـا لا تبخـل بالثنـاء عليـه وتحفيـزه فأنـت بذلـك تتبـع منهـج نبـوي عظيـم.