أمر الله نافذ لا راد له،
وإذا أراد الله أمـراً هيـأ الأسـباب لحدوثـه حتـى لـو ظننـا أنهـا مستحيلة،
(إذا أراد الله إتمام حاجه أتتك على سفر وأنت مقيم)
إدريــس -عليــه الســلام- نبــي مــن أنبيــاء الله جــاء ليذكــر النــاس بــالله ويعظهــم، يأمرهــم بالمعــروف وينهاهــم عــن المنكــر ويحثهــم علــى الخيــر..
وكان حريصــاً علــى تعليــم النــاس الخيــر فــلا يرى أحــداً إلا يذكــره وينصحــه ويحثــه، كان يحــب الخيــر ونشــره وتفقيــه النــاس بــه..
ومــن شــدة حبــه للخيــر أوحــى الله إليــه: ” أنــي أرفــع لــك كل يـوم، مثـل جميـع عمـل بنـى آدم، لعلـه مـن أهـل زمانـه، فأحــب أن يــزداد عمــًا”
فأتــاه خليــل لــه مــن الملائكة فقــال لــه: “إن الله أوحــى إلــى كـذا، وكـذا، فكلـم ملـك المـوت حتـى أزداد عمراً ” فحملـه بيـن جناحيــه، ثــم صعــد بــه إلــى الســماء، فلمــا كان فــي الســماء الرابعــة، تلقــاه ملــك المــوت منحــدًرا، فكلــم ملــك المــوت فــي الــذي كلمــه فيــه إدريـس. فقــال: وأيــن إدريــس؟ قــال: هــو ذا علـى ظهـري، فقـال ملـك المـوت: فالعجـب بعثـت، وقيـل لـي: اقبــض روح إدريــس فــي الســماء الرابعــة، فجعلــت أقــول: كيـف أقبـض روحـه فـي السـماء الرابعـة، وهـو فـي الأرض؟
فقبــض روحــه هنــاك. فذلــك قــول الله عــز وجــل: ﴿َوَرَفْعَنــاهُ َمَكاًنــا َعِلًّيــا﴾.
كلمـا أردت الفـرار مـن أمـر تأكـد أنـك فـار مـن أمـر إلـى أمـر الله.. فـارض بقضـاء الله لـك، وتيقـن أنـه لـن يصيبـك إلا مـا كتـب الله لـك ولا مفـر مـن قضـاء الله إلا الرضـا بـه