الا تحبون ان يغفر الله لكم ؟!

مســطح بــن أثاثــة بــن عبــاد بــن المطلــب بــن عبــد منــاف بــن قصــي القرشــي المطلبــي،
خاله أبو بكر الصديق -رضي الله عنهما-
تكفــل خالــه أبــو بكــر الصديــق برعايتــه بعــد وفــاة أبيــه وهــو ابــن الأربعــة أعــوام،
كان مسطح أحد الذين خاضوا في حادثة الإفك،
فجلده النبي مع من جلد من الذين خاضوا في هذه الحادثة،
وبعــد انتهــاء الحادثــة بعــث إليــه أبــو بكــر يعاتبــه فيمــا فعــل ويسـأله لمـاذا خـاض بالحديـث فـي ابنتـه عائشـة -رضـي الله عنهمــا- مــع الخائضيــن؟!
فقـال أبـو بكـر لـه: أخبرنـي عنـك وأنـت ابـن خالتـي مـا حملـك علـى مـا قلـت فـي عائشـة؟
وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن الأربع حجج؟ وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت ما بلغت! ولم أقطع عنك نفقة إلى يومي هذا؟ والله إنــك رجــل لا وصلتــك بدرهــم أبــداً ولا عطفــت عليــك
بخيــر أبــداً ثــم طــرده وأخرجــه مــن منزلــه.
فنـزل الوحـي علـى رسـول الله بهـذه الآيـات معاتبـاً فعـل أبـي بكر ،
قــال الله تعالــى: ﴿َوَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[النور:22] ََََُْْ ََُْ
فبكـى أبـو بكـر وقـال لمسـطح: “أمـا قـد نـزل القـرآن بأمـري فيــك، لأضاعفــن لــك النفقــة، قــد غفــرت لــك فــإن الله أمرنــي أن أغفـر لـك”.
بعـد أن عاتـب الله أبـي بكـر، قـام بمضاعفـة النفقـة لمسـطح، رغـم أنـه خـاض مـع الخائضيـن…
هذه الرسالة الإلهية تختصر أمراً واحداً:
أن الإنفاق والعطاء يجب أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى، لا من أجل النسب ولا من أجل قرابة ولا لأجل مدح…
وإن تبدلـت الأحـوال وتغيـرت الأنفـس لا تمنـع عطـاًء كنـت قائمـاً بـه بسـبب الإسـاءة، فأنت في تجارة عظيمة مع الله لا مع خلق الله

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *